"الحب الأول هو اللحن الذي يعزف في أعماق القلب نغمة نادرة لا تُنسى، تشكل بداية كل قصص الحب التي نعيشها بعدها"
مقدمة
في إحدى مدن اليابان الزاهية، حيث كانت زهور الحديقة تلتقي بأشعة الشمس في كل صباح، وعندما كان الصدى البعيد لضحكات الطلاب يملأ الأجواء، نشأت قصة حب غير متوقعة. كان هو، الطالب الغامض الذي لا تراه إلا عندما تمطر
لم يكن لقائهم الأول درامي أو مليء بالتعقيد، بل كان بسيط مثل زهرة تتفتح ببطء تحت أشعة الشمس.
لحظاتهم الصغيرة بنت جسورًا من المشاعر التي ظلت عالقة في ذاكرتهما إلى الأبد. هذه هي قصتهما، قصة حب بدأت بأبسط الأشياء وتفجرت في ألوان من المشاعر النقية والبراءة، مثل الحلم الذي يصبح واقعًا في عالم الطفولة..
نقدم إليكم قصة حب كينجي (Kenji) و ساكي (Saki) تحت عنوان "أتذكرك كلما أمطرت".
أتذكرك كلما أمطرت
"رائع، مرحى!"
صَرِخت بعد أن فتحت ستائر نافذة غرفة نومي
"شكرًا لكِ!"
قلتها مرة أخرى أثناء تقبيل دمية "تيرو تيرو بوزو"
التي علقتها على جانب النافذة
دمية "تيرو تيرو بوزو - Teru Teru Bozu" هي دمية يابانية تقليدية مصنوعة يدويًاتُعتبر رمزاً للأمل والتمنيات الطيبة، وقد استخدمها الناس عبر العصور كنوع من الدعاء أو الرغبةفي الحصول على الطقس المثالي وخصوصًا لمنع المطر
لكنني علقتها مقلوبة لأنني آمل أن تمطر غدًا
اقتبست هذه الفكرة من كتاب فكاهي أحب قراءته
- "لا أظن أنها ستمطر بغزارة اليوم ساكي، ولكن خذي معكِ مظلة"
لأنها ستمطر اليوم، سأذهب إلى المدرسة بالحافلة
عادةً ما أطلب دراجة أجرة
بعد أن جلست على مقعد الحافلة، التفت يمينًا ويسارًا أبحث عن أحدهم
أشرقت ابتسامتي مرة أخرى عندما وجدت الشخص الذي كنت أبحث عنه
فتى يرتدي زي المدرسة الثانوية مع سترة،
كان يجلس على كرسي في مقدمتي، ويحدق من النافذة
إنه السبب الذي يجعلني أتمنى دائمًا هطول المطر في الصباح
أنني أقابل ذلك الفتى في الحافلة
ذات مرة، أعطاني هذا الفتى مقعدًا في وسط حافلة مليئة بالركاب،
بسبب الأمطار الغزيرة جدًا
منذ ذلك الحين وأنا أنتظر المطر دائمًا لمقابلة ذلك الفتى
هناك شعور خاص مليء بالسعادة عندما أراه
طوال الرحلة ظللت أنظر إلى الفتى
أتمنى أن أجلس على الكرسي الفارغ بجانبه وأتحدث معه
على الأقل اسأله ما هو اسمه
لكن لم يكن لدي الشجاعة الكافية
علاوة على ذلك، ما زلت أرتدي زي المدرسة الإعدادية وأنا أيضًا أصغر من طلاب المدرسة الإعدادية الآخرين،
لأنني إلتحقت ببرنامج التسريع الدراسي
ونتيجة لذلك، في سن السادسة عشرة سأكون قد تخرجت من المدرسة الثانوية
يُطلق على هذا النظام "التسريع الأكاديمي" أو "التعليم المتقدم"، ويهدف إلى تقديم تحديات أكاديمية إضافية للطلاب الذين يظهرون قدرات أكاديمية متميزة أو يتعلمون بشكل أسرع من أقرانهم.
توقفت الحافلة عند محطة الحافلات،
ونزل الفتى وعدد من الركاب الآخرين في مكان غير ببعيد عن مدرسة ثانوية عامة
واصلت توجيه نظري نحو الفتى
"أوه مدرسته هناك ..."
"آمل أن تمطر مرة أخرى غدًا"
**
- "لا أستطيع أن أصدق أنكِ سوف تكونين في المدرسة الثانوية قريبًا..." قالت أمي في منتصف العشاء
والدي: "نعم عزيزتي، إنها لم تدرس سوى عامين في المدرسة الإعدادية، لأنها موهوبة"
- "بعد المدرسة الإعدادية، هل تريدين الذهاب للدراسة في الخارج؟"
- "هاه؟" قلت وأنا أحدق في أبي لأنني لم أصدق ما سمعته للتو
- "نعم، فعملي متمركز في أوساكا ... سوف ننتقل إلى هناك،
أوساكا (Osaka) - مدينة يابانية نابضة بالحياة ومعروفة بطابعها الفريد
لكنني طلبت تأجيله حتى تتخرجي من الإعدادية ثم نقوم بتسجيلك على الفور في المدرسة الثانوية هناك"
صمتت... تذكرت فتى الحافلة الذي أصبح جزء من روحي
يبدو أنني لن أراه مرة أخرى
- "أنتِ لا تمانعين، أليس كذلك؟" سألت والدتي التي كانت تراقبني بتأمل
- "آه، لا بأس يا أمي"
جلست متأملة على حافة سريري
ظللت أفكر في الفتى الذي كان على متن الحافلة والذي أصبح جزء من يومياتي
الفتى الذي لا يخرج من ذهني
لكن لم يكن لدي الشجاعة لألقي التحية عليه،
ناهيكم عن السؤال عن اسمه
سأنتقل من هنا قريبًا،
وهذا يعني أنني لن أتمكن من رؤية فتى الحافلة كلما أمطرت،
لم أعد أعلق دمية "تيرو تيرو بوزو" مقلوبة على حافة النافذة،
ولم أعد أتمنى هطول المطر
لم أعد أنظر إلى فتى الحافلة وأنا أبتسم لنفسي
كيف ستكون حياتي بدون كل ذلك؟
كيف سأستيقظ كل يوم كالمعتاد مملؤة بالحماس؟
على الرغم من أن هذه هي المرة الأولى التي أشعر فيها بهذه الطريقة
شعور يجعل أنفاسي تضيق وأتسآئل..
"هل يمكننا أن نلتقي مرة أخرى؟"
**
الصباح المشمس عادة ما يجعل الناس متحمسين لبدء أنشطتهم،
ولكن ليس لي
الصباح المشمس في الأسابيع الماضية جعلني أشعر بالقلق
اليوم الذي سأنتقل فيه يقترب
وأخشى أنني لن أتمكن من مقابلة ذلك الفتى مرة أخرى،
وحبي الأول انتهى قبل أن يبدأ
**
انتهت الامتحانات،
المطر أيضًا لم يهطل منذ مدة
في غضون أيام قليلة سأنتقل
أخطط للبحث عن ذلك الفتى أمام مدرسته الثانوية
رغم أن قصة حبي الأولى ستنتهي فورًا
لكنني سأنهي الأمر بالطريقة التي أريدها
بالصدفة، عدت إلى المنزل مبكرًا بسبب الامتحانات
أمام بوابة مدرسة أكامي الثانوية (Akami High School) وقفت ونظرت
بوجوه الطلاب الذين يدخلون ويخرجون من المدرسة واحدًا تلو الآخر
على أمل أن يخرج الفتى المنشود من المدرسة
أصبح النهار أطول، وأصبح الطقس أكثر سخونة،
لقد كنت أقف هناك لمدة ساعتين ولكني لا أريد أن أستسلم
حتى أن أحد المارة أعطاني منشور ترويجي
احتفل بأصالة نكهات الشاي الياباني مع خصم 20%! 🍵عرض محدود: استمتع بأفضل أنواع الشاي الياباني، بما في ذلك الـMatcha الفاخر وSencha المنعش، بأسعار مخفضة.لا تفوت فرصة تجربة نكهة النقاء والجودة.تسوق الآن واغتنم العرض قبل انتهائه! 🌸🛒🌟 اجعل كل رشفة من ماتشا رحلة إلى قلب اليابان! 🌟
وبعد فترة ليست بطويلة، غادر أحد الطلاب المدرسة على متن دراجة نارية كبيرة دون ارتداء خوذة
إنه الفتى الذي أبحث عنه!
"أوني-سان" ناديت بينما كنت أطارد الدراجة النارية الحمراء
أوني-سان (Oni-san) لقب ياباني يُستخدم للإشارة إلى الأخ الأكبر أو شخص أكبر سناً، ويُعبر عن الاحترام والمودة. يمكن استخدامه في السياقات غير الرسمية مع الأصدقاء أو الزملاء الأكبر سناً.
عند سماع شخص يناديه، توقف الفتى جانبًا
وركضت إليه
- "من هذا؟"
ساكي: "آسفة أوني-سان ... أنا الفتاة التي أعطيتها مقعدك في الحافلة..."
فصمت الفتى للحظات..
- "آه نعم... تذكرت. ما الأمر؟"
ساكي: "أردت أن أعطيك هذه.." قلت هذا وأنا أخرج علبة من حقيبتي وأقدمها له
أخذها الفتى ولكنه بقي صامتًا لأنه لم يفهم
ساكي: "ما اسمك؟"
- "كينجي.. ما هذا؟"
أجاب الفتى أثناء فتح الصندوق الذي يحتوي على دمية "تيرو تيرو بوزو"
ساكي: "أوني-سان.. أعتذر لإعطائي لك هذا فجأة
وشكرًا لكونك مصدر تشجيع لي"
كينجي: "ماذا تعنين؟"
ساكي: "منذ أن التقينا في الحافلة في ذلك اليوم، ظلت أفكر فيك باستمرار
وطوال هذا الوقت، كنت أعلق "تيرو تيرو بوزو" مقلوبًا في غرفتي بحيث تمطر دائمًا في الصباح
لأنه إذا هطل المطر، يمكنني رؤيتك في الحافلة
حينها يصبح يومي مختلفًا
ولكن قريبًا.. سوف أنتقل إلى أوساكا للمدرسة الثانوية،
وهذا يعني أنني لن أكون قادرة على رؤيتك بعد الآن
بحثت عنك فقط لأقول كل هذا..
آسفة أوني-سان.. بعد اليوم سأتوقف عن تعليق "تيرو تيرو بوزو"
ابتسم كينجي قائلاً: "لا داعي للاعتذار... شكرًا لكِ أيضًا على هذه الهدية.... أنتِ ملتحقة ببرنامج تسريع، أليس كذلك؟"
ساكي: "نعم، كيف عرفت ذلك؟"
- "لا عجب، ما زلتِ بريئة"، أجاب كينجي وهو يمسح على رأسي
"حسنًا، سأحفظ هذا. شكرًا لك"
قالها كينجي مرة أخرى بابتسامة ثم غادر على دراجته النارية
كان هناك شعور بالارتياح في قلبي بعد التحدث إلى كينجي
على الرغم من أنني لن أراك مرة أخرى في المستقبل، ولكن المهم
قصة حبي الأولى لم تنتهي بلوعة
**
والدة ساكي: "ساكي، عندما تتلقين الخبر، اتصلي بي مرة أخرى، حسنًا؟"
ساكي: "نعم يا أمي، الإعلان سيكون بعد ظهر اليوم"
-"إذن بعد ذلك، عودي مباشرة إلى المنزل، حسنًا؟ لا تذهبي إلى أي مكان"
- "نعم أمي.."
-"وداعًا عزيزتي"
- "وداعًا أمي"
لقد أغلقت هاتفي وجلست أنتظر إعلان قبول الطلاب الجدد
بعد 3 سنوات من الدراسة الثانوية في أوساكا، عدت الآن للدراسة في جامعة قريبة من مدرستي الإعدادية الأولى بفوجيساوا.
فوجيساوا (Fujisawa) - مدينة ساحلية قريبة من جبل فوجي، مع شواطئ جميلة.
الطقس الغائم والبارد يجعلني أرغب في الذهاب إلى المرحاض،
لقد تجولت حول الحرم الجامعي وأخيرًا وجدته،
بعد سؤال العديد من كبار الطلبة هناك
بعد أن غادرت المرحاض، مشيت عبر الردهة الذي يحوي الكثير من الخزائن على الجانبين
خزائن خاصة لطلاب الفصل الدراسي النهائي
في نهاية الممر كان هناك طالبان يتحدثان أمام خزانة مفتوحة
سمعت بالصدفة حديثهم عن دمى المطر المعلقة خلف باب الخزانة
- "نعم... كانت هناك فتاة في المرحلة الإعدادية تحب تعليق الدمى،
كانت تقوم بتعليقها مقلوبة لتمطر
إذا هطل المطر، ستتمكن من رؤيتي في الحافلة. ثم تحدق بي طويلاً
على الرغم من أنني كنت أشعر بالانزعاج الشديد عندما يهطل المطر كل صباح،
لأن والدتي تمعني من ركوب دراجتي النارية إذا هطل المطر... وهذا ملل جدًا، أليس كذلك؟
لذلك، عندما أرادت الفتاة أن تنتقل، أتت إلي وأعطتني الدمية
ثم أخبرتني بما كانت شعر به تجاهي
ومنذ ذلك الحين أصبحت أفكر بها كلما هطل المطر
حتى أصبحت عادة.."
قصة الرجل ذو الرداء الأسود
جعلت قدامي تتجمدان في الردهة لأنني تعرفت على القصة
-" إذن...كيف حال الفتاة الآن؟ " هذا ما قاله الشاب الذي بجواره وهو يقلب في الدمية
ثم.. سقطت الدمية وتدحرجت أمامي.. انحنيت والتقطتها
ثم سرت نحوهما
كان الشاب ذو الرداء الأسود لا يزال يحدق بي بصمت
- "أوني-سان كينجي؟" قلت بدهشة، وأنا أرى كينجي يحدق في وجهي
- "إنه أنت، أليس كذلك؟" سألت كينجي الذي تلعثم بينما يواصل النظر إليّ
يبدو أنه كان مرتبكًا لرؤيتي، إذ لم أعد طفلة بعد الآن
صمتت..
- "نعم... إليك الدمية.. شكرًا لأنك مازلت تحتفظ بها"
- "امم"
- " اه صحيح. كازوكي، هذه هي الفتاة التي أخبرتك عنها للتو
كازوكي وهو يخفي ابتسامته " لقد بدا هذا واضحًا"
صمت مجددًا
ساكي: "ما الذي تتحدثان عنه يا رفاق؟"
"لا، لا شيء مهم...ههههه" رد كينجي بحرج
"لقد كنت أسأله إذا كان لديه فتاة لم ينساها حتى اليوم.." رد كازوكي مبتسمًا أثناء شروعه بالمغادرة..
وفجأة هطلت ذرات من المطر، لكنها تمكنت من كسر الأجواء المحرجة بيننا
نظر كلنا للآخر وهو يبتسم بخجل..
اتضح أنه يمكنني مقابلة حبي الأول مرة أخرى..
"في قلب المطر، حيث ينصهر الحب، تصبح كل قطرة وعدًا أبديًا بأنك ستكون دائمًا ملاذي."
**
ملحوظة : القصة مترجمة بتصرف للمتعة
#asia4arabs #BestShortStories #Best #Short #Stories
#ShortStories #Japan #School
#Backtoschool
#اسيا_للعرب #قصص_حب #قصص_مدرسية #اليابان #طلاب_المدرسة #العودة_للمدارس #مهرجان_العودة_للمدارس #السنة_الدراسية #الفصل_الدراسي_الأول #منقول #قصص_قصيرة #أفضل_القصص #أروع_القصص